“ممر السعادة … دليل سياحي
ولطالما عرفت شرق السعودية بالشركة النفطية الأضخم عالمياً “أرامكو”، التي تمتلك نصيب الأسد من حجم إنتاج النفط عالمياً، إلا أنها تمتلك مميزات خفية، إذ يشير عبدالغني إلى أن وجودها في المنطقة الشرقية كان السبب الرئيس لشهرة الممر عالمياً.
ممر السعادة في تاروت شرق السعودية (اندبندنت عربية)
فالشركة السعودية التي تضم أكثر من 65 ألف موظف من مختلف الجنسيات، ساعدت الشاب التاروتي في نشر جهده المحلي بطريقة غير مباشرة، إذ يروي عبدالغني “بدأت الزيارات المحلية من الأصدقاء الذين اصطحبوا زملاءهم العاملين في “أرامكو” لزيارة الممر، حتى أخبروا به أقاربهم في الدول المختلفة”.
التمويل شخصي والمزار سياحي
والفكرة التي بدأت بشكل شخصي لتتحول إلى مزار سياحي، لا يبدو أنها أخذت الجانب المالي على محمل الجد، كما يوضح محمد عبدالغني “أنا لا أحسب التكلفة، لأنني بدأتها كمشروع شخصي، لكني متأكد أنه كلف الكثير”.
ولأن مصدر التمويل كان محدوداً أتت النتائج محدودة أيضاً، إذ يضيف عبدالغني “أنا أعمل في النحت والتراث، وأقسم كل ما أكسبه لنصفين، أولهما لي، والآخر للزرنوق، ولهذا لم يمتد بشكل كبير على كامل الحي حتى الآن”.
ممر السعادة في جزيرة تاروت شرق السعودية (اندبندنت عربية)
وتواجه عادةً المبادرات الاجتماعية بعض العوائق المتعلقة بأنظمة البلدية، حول ما يوضع في الطرقات العامة من مظلات وتماثيل وحدائق قد تعوق المرور، إلا أن تجربة عبدالغني لم تتعرض لأي من هذا، بحسب ما يقوله.
وأضاف حول ذلك “لا يمكن أن تتم إزالته، الناس متعلقون بالممر، مازحتهم مرة عن نيتي إزالته، وانزعجوا من ذلك كثيراً”.
والعمل الذي صب فيه عبدالغني جل وقته وماله وجهده، تسبب في تأجيل كل مشاريعه الخاصة إلى وقت لاحق، إذ يقول “لانشغالي بالممر وتمديده إلى المنازل الأبعد”.
وتعرف جزيرة تاروت بثرائها الأثري نظراً إلى كونها من مناطق مملكة دلمون، التي حكمت طرق تجارة الجزيرة العربية منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، لتصبح أحد أقدم الأماكن المعمورة في العالم، حتى أولت لها السعودية اهتماماً خاصاً ضمن خطط التنمية السياحية.